ذات ليلةٍ سرحتُ بمخيلتي في ذلكَ اليوم المُنتظَر ، يوم النصر الذي وعدَ اللهُ به ومن أصدق من الله قيلا؟ . وكأني أرى الآن الضحكاتُ على الوجوه، الفرح يغمُر غزة من أقصاها إلى أقصاها، الرجال يلهجون بالتكبير وكأنهم في يوم الحج الأعظم ، النساء يعانقن الأطفال في لحظةٍ تاريخية يكسوها السلام ، الأمان يعود ، الطمأنينة تنتشر سراعاً ، الزيتون ينمو ، الأرض تُزهر ، فلسطين تستعِد لاستقبالِ المُصلين ، الأرض تطهرت من غدرِ اليهود ، أبوابُ المسجد الأقصى تُفتَح على مصراعيها ، الأموال تتوالى من كل بقاع الأرض وكأنها غيثٌ من السماءِ يهطل بغزارة ، كلها تذهبُ في أماكنها لتتعمر الأرضُ من جديد ، لتستبشر ، لـ يعمها الفرح ، العُمران ، النمو ، النماء ، السلامُ قابعٌ هناك وسيظل إلى الأبد ، تآخت القلوب ، تصافحت الأيادي ، إلتم شملُ العرب ، انتصرت رايةُ الإسلام ، علا صوتُ الحق، وعادت أرض فلسطين بأهل فلسطين . أسأل الله أن يرزقنا صلاة في المسجد الأقصى قبل الموت ، وأن يُكرمنا بشهود هذا اليوم المُبارك العظيم ! يوم النصر والحرية .. . جدد نوايا الخير والسلام لهم وكثف الدعاء فما النصر إلا من عند الله